الجمعة، 15 يناير 2010 - 19:34
إباحة الوصلات لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية - صورة أرشيفية
كتبت مها العنانى
فجأة أصبح فيض الإعلانات التى ملأت الفضائيات محذرة من استخدام الوصلات بوصفها "حرام شرعا" لا وجود لها، وكأن مشاهدة مباريات بطولة الأمم الأفريقية لها حكم خاص، حيث أجاز الدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر للمصريين، مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية على "الوصلة"، ما دامت قناة الجزيرة تحتكر بث المباريات، الأمر الذى تسبب فى حالة من البلبلة بين المواطنين، اليوم السابع التقى بعدد منهم لاستطلاع آرائهم حول فتاوى الوصلات.
تقول راندا (21 سنه): "المبنى على باطل هو باطل، ومينفعش نحلل حاجة ربنا حرمها، وإزاى أصلاً كل حاجة فى حياتنا كده نطلع لها فتوى، الفتوى تتطلع عشان حدث مهم، وبعدين الموضوع ده كان ممكن يبقى ليه حلول كتير تانية غير أننا نصدر ليه فتوى زى مثلاً أننا نتابع نتائج المباريات عن طريق النت والجرائد وخلاص، لكن بالنسبة لتأثير الفتوى على الناس، فأصحاب القهاوى بيها أو من غيرها هما كده كده مشغلين الوصلات، لكن أعتقد أن أى رب أسرة محترم مش ممكن يعمل كده لأنه هيربى ولاده على أيه بعد كده".
أما هانى عصام (21 سنة) فيقول "أنا بصراحة عندى وصلة وشايف أن الفتوى صحيحة ومش حرام أننا نركب وصلات، ويعنى إيه أشترك فى قناة وأدفع حوالى 500 جنيه عشان أتفرج على بطولة الأمم 15 يوماً تقريباً، وبرضه مينفعش أقعد على قهوة عشان أتفرج لأنها بتبقى غالية والأسعار فيها بتزيد للضعف".
وتقاطعه ضحى (20 سنة) قائلة: "ده إلى جانب أن كل واحد هيروح معاه أسرته مثلاً ولو مكونة من 4 أفراد هيدفعوا للكراسى بس "20 جنيه" غير الفرجة على الماتش والمشاريب، بصراحة أنا شيفاها حلال مين فى الناس الغلابة اللى هيدفع 500 جنيه عشان يتفرج على كورة".
أما عن مى محمد فتقول: "والله أنا شايفة أن الوصلة مش حرام، لأن بيبقى فى واحد مشترك فى أى قناة مشفرة وبيدى للناس وصلات، ما هو دافع ومن حقه يدى للناس اللى يحددهم، وبكده الناس متدفعش المبالغ اللى فوق طاقتها دى".
وتضيف مها مندور (18 سنة) "دى فى النهاية سرقة، وأعتقد أن السرقه حرام، والفتوى دى ممكن بعد كده تخلى الناس تحلل السرقة عشان تاكل وتشرب ويقولوا برضه أن ظروفهم الصعبة هى اللى دفعتهم لكده، بس عموماً بقى عادى أن كل حاجة فى حياتنا نصدر لها فتوى زى بالظبط لما قالوا إن السجاير حلال فى نهار رمضان قبل كده".
وتعترض أسماء محمود 24 سنه على الفتوى قائلة: " أحنا شعب فاضى خلاص حلينا كل مشاكلنا مش فاضل الا وصلات الدش اللى نطلع لها فتوى، بصراحة فتوى غريبه والأغرب أنها صادرة عن شيوخ المفروض أننا بنثق فيهم".
أما عن أحمد صلاح فكان له رأى مختلف تماماً، حيث قال "فكرة احتكار القنوات دى للبطولة أصلاً حرام، فإحنا لما نسرقها يبقى مش حرام، أنا طبعاً مع الفتوى وشايف أنها صحيحة".
وتعلق الدكتورة هالة حماد استشارى طب نفسى أطفال ومراهقين وعلاج أسرى على ما سبق، قائلة: "هناك عشوائية فى إصدار الفتاوى وهذا يرجع إلى تعدد القنوات"، مضيفة أنها تعرف حالات كثيرة لبعض الأفراد أصيبوا بأمراض نفسية نتيجة لمشاهدتهم للقنوات المتشددة فى الدين، خاصة مع وجود قلة الوعى عند الناس البسيطة.
وتضيف حماد، المشاكل الاقتصادية والضغوط الحياتية بشكل عام هى التى دفعت الناس إلى اللجوء لتلك الفتاوى لإيجاد الحلول، وابتعدوا تماماً عن القراءة والبحث، بعيداً عن تمرير المعلومة التى أتلاقها على عقلى ومخزون قراءاتى، فأين حرية اتخاذ القرار، ولماذا أنتظر دائماً المعلومة والحل السريع".
وتؤكد حماد، أن استمرار الناس فى اللهاث وراء الفتاوى فى كل أوجه حياتهم سيفقدهم القدرة على التعلم والابتكار والتفكير واتخاذ القرار المبنى على خبرة الإنسان إلى جانب الاستعانة بالفتوى الصحيحة الموثوق فيها فقط، وفى الأمور التى تحتاج لفتوى بالفعل.
بروتوكول نشر التعليقاتإباحة الوصلات لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية - صورة أرشيفية
كتبت مها العنانى
فجأة أصبح فيض الإعلانات التى ملأت الفضائيات محذرة من استخدام الوصلات بوصفها "حرام شرعا" لا وجود لها، وكأن مشاهدة مباريات بطولة الأمم الأفريقية لها حكم خاص، حيث أجاز الدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر للمصريين، مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية على "الوصلة"، ما دامت قناة الجزيرة تحتكر بث المباريات، الأمر الذى تسبب فى حالة من البلبلة بين المواطنين، اليوم السابع التقى بعدد منهم لاستطلاع آرائهم حول فتاوى الوصلات.
تقول راندا (21 سنه): "المبنى على باطل هو باطل، ومينفعش نحلل حاجة ربنا حرمها، وإزاى أصلاً كل حاجة فى حياتنا كده نطلع لها فتوى، الفتوى تتطلع عشان حدث مهم، وبعدين الموضوع ده كان ممكن يبقى ليه حلول كتير تانية غير أننا نصدر ليه فتوى زى مثلاً أننا نتابع نتائج المباريات عن طريق النت والجرائد وخلاص، لكن بالنسبة لتأثير الفتوى على الناس، فأصحاب القهاوى بيها أو من غيرها هما كده كده مشغلين الوصلات، لكن أعتقد أن أى رب أسرة محترم مش ممكن يعمل كده لأنه هيربى ولاده على أيه بعد كده".
أما هانى عصام (21 سنة) فيقول "أنا بصراحة عندى وصلة وشايف أن الفتوى صحيحة ومش حرام أننا نركب وصلات، ويعنى إيه أشترك فى قناة وأدفع حوالى 500 جنيه عشان أتفرج على بطولة الأمم 15 يوماً تقريباً، وبرضه مينفعش أقعد على قهوة عشان أتفرج لأنها بتبقى غالية والأسعار فيها بتزيد للضعف".
وتقاطعه ضحى (20 سنة) قائلة: "ده إلى جانب أن كل واحد هيروح معاه أسرته مثلاً ولو مكونة من 4 أفراد هيدفعوا للكراسى بس "20 جنيه" غير الفرجة على الماتش والمشاريب، بصراحة أنا شيفاها حلال مين فى الناس الغلابة اللى هيدفع 500 جنيه عشان يتفرج على كورة".
أما عن مى محمد فتقول: "والله أنا شايفة أن الوصلة مش حرام، لأن بيبقى فى واحد مشترك فى أى قناة مشفرة وبيدى للناس وصلات، ما هو دافع ومن حقه يدى للناس اللى يحددهم، وبكده الناس متدفعش المبالغ اللى فوق طاقتها دى".
وتضيف مها مندور (18 سنة) "دى فى النهاية سرقة، وأعتقد أن السرقه حرام، والفتوى دى ممكن بعد كده تخلى الناس تحلل السرقة عشان تاكل وتشرب ويقولوا برضه أن ظروفهم الصعبة هى اللى دفعتهم لكده، بس عموماً بقى عادى أن كل حاجة فى حياتنا نصدر لها فتوى زى بالظبط لما قالوا إن السجاير حلال فى نهار رمضان قبل كده".
وتعترض أسماء محمود 24 سنه على الفتوى قائلة: " أحنا شعب فاضى خلاص حلينا كل مشاكلنا مش فاضل الا وصلات الدش اللى نطلع لها فتوى، بصراحة فتوى غريبه والأغرب أنها صادرة عن شيوخ المفروض أننا بنثق فيهم".
أما عن أحمد صلاح فكان له رأى مختلف تماماً، حيث قال "فكرة احتكار القنوات دى للبطولة أصلاً حرام، فإحنا لما نسرقها يبقى مش حرام، أنا طبعاً مع الفتوى وشايف أنها صحيحة".
وتعلق الدكتورة هالة حماد استشارى طب نفسى أطفال ومراهقين وعلاج أسرى على ما سبق، قائلة: "هناك عشوائية فى إصدار الفتاوى وهذا يرجع إلى تعدد القنوات"، مضيفة أنها تعرف حالات كثيرة لبعض الأفراد أصيبوا بأمراض نفسية نتيجة لمشاهدتهم للقنوات المتشددة فى الدين، خاصة مع وجود قلة الوعى عند الناس البسيطة.
وتضيف حماد، المشاكل الاقتصادية والضغوط الحياتية بشكل عام هى التى دفعت الناس إلى اللجوء لتلك الفتاوى لإيجاد الحلول، وابتعدوا تماماً عن القراءة والبحث، بعيداً عن تمرير المعلومة التى أتلاقها على عقلى ومخزون قراءاتى، فأين حرية اتخاذ القرار، ولماذا أنتظر دائماً المعلومة والحل السريع".
وتؤكد حماد، أن استمرار الناس فى اللهاث وراء الفتاوى فى كل أوجه حياتهم سيفقدهم القدرة على التعلم والابتكار والتفكير واتخاذ القرار المبنى على خبرة الإنسان إلى جانب الاستعانة بالفتوى الصحيحة الموثوق فيها فقط، وفى الأمور التى تحتاج لفتوى بالفعل.