--------------------------------------------------------------------------------
لا بلح الشام.. ولا عنب اليمن!
الثلاثاء، 16 فبراير 2010 - 18:47
تعدد الزوجات ليس فريضة إسلامية. والآيات التى أجازت التعدد لم تأمر به على أطلاقه، دون مبرر.
والذى يمارسه المسلمون فى أوروبا من تنقل بين النساء، ليس دينا، إنما عربدة و"تمتع جنسى"، بفاتنات مسلمات معلق شماعة الشرع.
لما قال د.رؤوف صبرا هذا فى محاضرة بفرسا الأسبوع قبل الماضى، قلبوا الدنيا على رأسه.. ولعنوه، واللى خلفوه.
د.صبرا باحث إسلامى مهم. درس الفقه المقارن بالأزهر قبل خمسة وعشرين عاما، ثم درس الشعر العربى فى السوربون، وحصل على الدكتوراه فى تاريخ الشرق، لذلك كثيرا ما يدعى لإمامة المسلمين فى جامع باريس الكبير.
مشايخ فرنسا قالوا إن د.صبرا يحرف فى الدين، ويلغى القيم الإسلامية بنقضه تعدد الزوجات. لكن الرجل قال إن التعدد ليس قيمة، ولا يمكن اعتباره فضيلة!
حتى إذا افترضنا أنه وجب بالشرع، فيمكن العدول عنه بالشرع أيضا وفقا لمبدأ المصلحة، ودرءا لمفاسد كثيرة، أولها سوء صورة المسلمين أمام الغرب، ورغبة فى الحد من الذى يمارسه المسلمون من سلوك فى هذا الاتجاه.
أسباب الخلاف بين المنفتحين والمتزمتين المسلمين فى الغرب تموت من الضحك.
ففى الوقت الذى يحارب فيه المشايخ بسيوف من خشب حفاظا على الدين، وحرية العقيدة، فإنهم يدخلون مضمار العداء المستحكم لكل صاحب اجتهاد. فيتحولون به دون أن يدركوا من خانة الحوار، إلى معركة العداء للإسلام.. مع أنه لا عداء ولا ديولوا!!
معظم الذين فكروا فى المسلمات الإسلامية، وجدوا أن بعضها مبالغ فيها. وأن كثيرا منها يمكن إعادة تحليلها بما يتفق مع العقل والمنطق، ما يؤدى بالضرورة إلى إعادة رسم الصور "الخرافية" التى طبعت فى أذهان أكثر المسلمين عن بعض ثوابت الإسلام.
أوساط "التفكير الهادى" و"الصوت الخافت" فى أوروبا هى التى تستفيد وحدها من تلك المعارك. فى حين يظل المشايخ عرايا. لا حافظوا على الدين، ولا اكتسبوا احترام الذين يلونهم من تيارات الحرية العقلية. عادة مالا يطول المشايخ بلح الشام.. ولا عنب اليمن!
د.صبرا قال: لا يمكن تفسير القرآن إلا وفق ظروف التنزيل.. ومعه حق. والذين يقولون إنه لابد من تفسير أحكام آيات الله وفق الظروف التى نزلت فيها، ثم اختيار المناسب منها وفق ظروفنا.. معهم حق أيضا.
فالمصلحة متغيرة، وبالتالى لابد أن تتغير الأحكام التى تؤدى إليها.
مشايخ فرنسا الذين شتموا د.صبرا لم يناقشوا قبل وصفه بالسفسطة، التهمة الجاهزة لكل الذين "يتزنقون" فى الأركان، ثم لا يجدوا ما يفعلون.
الرجل لا سفسط، ولا رد عليهم الشتيمة. فقط قال "الذى يريد أن يعرف رأى الفقهى يأتى إلى بيتى". لكن الذى ذهب إلى منزله عناصر البوليس الفرنسى، خوفا عليه ممن يخبئون أمواس الحلاقة تحت لحاهم، والأسلحة الآلية بين جلابيبهم.
اجتهاد د.صبرا ليس جديدا، فسورة النساء بدأت بالحديث عن حقوق اليتامى، حتى وصلت للآية الكريمة: "وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى، فانكحوا ما طاب لكم من النساء" وانتهت بقوله تعالى "فواحدة ذلك أدنى ألا تعولوا".
المعنى أن تعدد الزوجات معلق على الخوف على مصير اليتامى الذين لا عائل لهم، أما غير ذلك، فالأصل زوجة واحدة، لأنها الحد الأدنى للرجال أن "يعولوا" مزيدا من النساء والأولاد.
لكن معظم المسلمين يحبون النساء، حبهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فتناكحوا.. وخلفوا ما لا يعرفون عدده من الأولاد والبنات، ثم قالوا إنه كلام الله.. لكنه لم يكن كذلك!
لا بلح الشام.. ولا عنب اليمن!
الثلاثاء، 16 فبراير 2010 - 18:47
تعدد الزوجات ليس فريضة إسلامية. والآيات التى أجازت التعدد لم تأمر به على أطلاقه، دون مبرر.
والذى يمارسه المسلمون فى أوروبا من تنقل بين النساء، ليس دينا، إنما عربدة و"تمتع جنسى"، بفاتنات مسلمات معلق شماعة الشرع.
لما قال د.رؤوف صبرا هذا فى محاضرة بفرسا الأسبوع قبل الماضى، قلبوا الدنيا على رأسه.. ولعنوه، واللى خلفوه.
د.صبرا باحث إسلامى مهم. درس الفقه المقارن بالأزهر قبل خمسة وعشرين عاما، ثم درس الشعر العربى فى السوربون، وحصل على الدكتوراه فى تاريخ الشرق، لذلك كثيرا ما يدعى لإمامة المسلمين فى جامع باريس الكبير.
مشايخ فرنسا قالوا إن د.صبرا يحرف فى الدين، ويلغى القيم الإسلامية بنقضه تعدد الزوجات. لكن الرجل قال إن التعدد ليس قيمة، ولا يمكن اعتباره فضيلة!
حتى إذا افترضنا أنه وجب بالشرع، فيمكن العدول عنه بالشرع أيضا وفقا لمبدأ المصلحة، ودرءا لمفاسد كثيرة، أولها سوء صورة المسلمين أمام الغرب، ورغبة فى الحد من الذى يمارسه المسلمون من سلوك فى هذا الاتجاه.
أسباب الخلاف بين المنفتحين والمتزمتين المسلمين فى الغرب تموت من الضحك.
ففى الوقت الذى يحارب فيه المشايخ بسيوف من خشب حفاظا على الدين، وحرية العقيدة، فإنهم يدخلون مضمار العداء المستحكم لكل صاحب اجتهاد. فيتحولون به دون أن يدركوا من خانة الحوار، إلى معركة العداء للإسلام.. مع أنه لا عداء ولا ديولوا!!
معظم الذين فكروا فى المسلمات الإسلامية، وجدوا أن بعضها مبالغ فيها. وأن كثيرا منها يمكن إعادة تحليلها بما يتفق مع العقل والمنطق، ما يؤدى بالضرورة إلى إعادة رسم الصور "الخرافية" التى طبعت فى أذهان أكثر المسلمين عن بعض ثوابت الإسلام.
أوساط "التفكير الهادى" و"الصوت الخافت" فى أوروبا هى التى تستفيد وحدها من تلك المعارك. فى حين يظل المشايخ عرايا. لا حافظوا على الدين، ولا اكتسبوا احترام الذين يلونهم من تيارات الحرية العقلية. عادة مالا يطول المشايخ بلح الشام.. ولا عنب اليمن!
د.صبرا قال: لا يمكن تفسير القرآن إلا وفق ظروف التنزيل.. ومعه حق. والذين يقولون إنه لابد من تفسير أحكام آيات الله وفق الظروف التى نزلت فيها، ثم اختيار المناسب منها وفق ظروفنا.. معهم حق أيضا.
فالمصلحة متغيرة، وبالتالى لابد أن تتغير الأحكام التى تؤدى إليها.
مشايخ فرنسا الذين شتموا د.صبرا لم يناقشوا قبل وصفه بالسفسطة، التهمة الجاهزة لكل الذين "يتزنقون" فى الأركان، ثم لا يجدوا ما يفعلون.
الرجل لا سفسط، ولا رد عليهم الشتيمة. فقط قال "الذى يريد أن يعرف رأى الفقهى يأتى إلى بيتى". لكن الذى ذهب إلى منزله عناصر البوليس الفرنسى، خوفا عليه ممن يخبئون أمواس الحلاقة تحت لحاهم، والأسلحة الآلية بين جلابيبهم.
اجتهاد د.صبرا ليس جديدا، فسورة النساء بدأت بالحديث عن حقوق اليتامى، حتى وصلت للآية الكريمة: "وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى، فانكحوا ما طاب لكم من النساء" وانتهت بقوله تعالى "فواحدة ذلك أدنى ألا تعولوا".
المعنى أن تعدد الزوجات معلق على الخوف على مصير اليتامى الذين لا عائل لهم، أما غير ذلك، فالأصل زوجة واحدة، لأنها الحد الأدنى للرجال أن "يعولوا" مزيدا من النساء والأولاد.
لكن معظم المسلمين يحبون النساء، حبهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فتناكحوا.. وخلفوا ما لا يعرفون عدده من الأولاد والبنات، ثم قالوا إنه كلام الله.. لكنه لم يكن كذلك!